«ذيك الليالي».. محمد عبده يوقظ الحنين ويعيد مجد الأغنية الخليجية الأصيلة
![]() |
| «ذيك الليالي».. محمد عبده يوقظ الحنين ويعيد مجد الأغنية الخليجية الأصيلة |
بقلم فريق التحرير | مستوحى من تقرير موقع العين الإخبارية
محمد عبده.. صوت الزمن الجميل الذي لا يشيخ
منذ أكثر من خمسة عقود، لا يزال الفنان السعودي محمد عبده يحتفظ بمكانته كأحد أعمدة الأغنية العربية والخليجية، وها هو اليوم يثبت مجددًا أنه “فنان العرب” بلا منازع.
فمع إطلاق أغنيته الجديدة «ذيك الليالي» عبر قناة روتانا على يوتيوب، تصدّر اسم محمد عبده التريند العربي خلال أيام قليلة، محققًا أكثر من مليون مشاهدة في أقل من أسبوع، لتصبح الأغنية حديث الجمهور والنقاد على حد سواء.
الأغنية التي كتب كلماتها الأمير فيصل بن تركي بن ناصر، ولحّنها المبدع أحمد الهرمي، وتولى توزيعها الموسيقي المايسترو وليد فايد، جاءت لتعيد المستمع إلى الزمن الذي كانت فيه الأغنية تحاكي القلب قبل الأذن، وتعبر عن مشاعر العاشق العربي بلغة صادقة وأسلوب شعري رفيع.
أغنية «ذيك الليالي» تتصدر التريند وتلامس قلوب الملايين
لم تمضِ ساعات على نشر الفيديو الرسمي للأغنية عبر قناة روتانا حتى اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات الإعجاب والثناء.
شارك الآلاف من محبي محمد عبده مقاطع من الأغنية عبر «إنستغرام» و«تويتر» و«تيك توك»، معتبرين أن «ذيك الليالي» أعادت إليهم ذكريات الطفولة وأيام البدايات، لما تحمله من كلمات مشبعة بالحنين والشجن.
الأغنية لم تكتفِ بتحقيق الأرقام العالية، بل أصبحت أيضًا تريند موسيقيًا في الخليج والسعودية ومصر والإمارات، ما يعكس جماهيرية فنان العرب العابرة للحدود.
وقد أظهرت تعليقات الجمهور أن كثيرين استمعوا إلى العمل مرات عدة دون ملل، لما فيه من دفء موسيقي وروح كلاسيكية نادرة في زمن السرعة والسطحية الفنية.
كلمات «ذيك الليالي».. شعر يقطر حنينًا
افتتح محمد عبده أغنيته بمقطع يختزل عمق التجربة العاطفية التي تتحدث عنها:
وينها ذيك الليالي
وين راحت ما درينا
يوم كان القلب خالي
والهوى غضٍّ بإيدينا
كلمات بسيطة لكنها مشبعة بالصور العاطفية، تُحاكي الذاكرة والوجدان. فـ«ذيك الليالي» ليست مجرد أغنية حب، بل رحلة في ذاكرة الزمن، حيث تلتقي العاطفة بالحكمة، ويستحضر المستمع ماضيه بحنين يختلط بالرضا.
الأمير فيصل بن تركي بن ناصر قدّم في هذه القصيدة نموذجًا للأغنية الخليجية الأصيلة التي توازن بين البساطة والعمق، بينما جاء لحن أحمد الهرمي متناغمًا مع روح الكلمات، مستندًا إلى مقامات خليجية كلاسيكية هادئة.
محمد عبده.. تجربة فنية لا تتكرر
منذ بداياته في ستينيات القرن الماضي، استطاع محمد عبده أن يرسم ملامح المدرسة السعودية في الغناء العربي.
فهو الفنان الذي جمع بين الأصالة والتجديد، وقدّم ألحانًا وأداءً حافظا على الهوية الخليجية في زمن الانفتاح الموسيقي الكبير.
ويؤكد النقاد أن أغنية «ذيك الليالي» جاءت استمرارًا لهذا النهج، إذ تجمع بين الطابع التراثي والصوت العصري، ما يجعلها قادرة على جذب الجيل الجديد دون أن تتنازل عن جمالية الفن القديم.
يقول الناقد الموسيقي السعودي عبدالله اليوسف إن «محمد عبده لا يقدم أغنية عابرة، بل مشروعًا فنيًا متكاملًا في كل عمل، وهذا ما يجعل “ذيك الليالي” امتدادًا طبيعيًا لمسيرته المليئة بالروائع».
روتانا ومحمد عبده.. شراكة النجاح المستمر
نشرت شركة روتانا للصوتيات والمرئيات عبر حسابها الرسمي على إنستغرام منشورًا جاء فيه:
"أكثر من مليون مشاهدة لأغنية ذيك الليالي.. جديد فنان العرب محمد عبده على روتانا يوتيوب."
هذا الإعلان لم يكن مجرّد توثيق رقم، بل احتفاء بشراكة تاريخية جمعت بين النجم الكبير والشركة التي كانت وراء إنتاج أبرز أعماله في السنوات الأخيرة.
وتُعد هذه الأغنية إحدى العلامات الفارقة في التعاون بين الطرفين، خصوصًا أنها جاءت بعد فترة من الهدوء النسبي على صعيد الإنتاج الغنائي الخليجي الكلاسيكي.
جمهور محمد عبده.. وفاء يتجدد مع كل لحن
على الرغم من تغيّر الأجيال، فإن جمهور محمد عبده لا يزال وفيًا لصوته الفريد.
وفي تعليقات عديدة عبر المنصات الرقمية، عبّر المستمعون عن امتنانهم لفنان العرب الذي يقدّم “فنًّا نقيًا” كما وصفه أحد المعلقين، مشيرًا إلى أن «صوت محمد عبده يجعل المستمع يعيش الحالة بكل تفاصيلها».
الكثيرون رأوا أن نجاح “ذيك الليالي” ليس صدفة، بل نتيجة طبيعية لفنانٍ لا يعرف المجاملة في فنه، إذ يختار أعماله بعناية فائقة، ويحرص على أن تكون كل أغنية تحمل هوية ورسالة.
الأغنية الخليجية في زمن السرعة.. حضور الأصالة من جديد
تأتي “ذيك الليالي” في وقتٍ تعاني فيه الأغنية الخليجية من غياب الطابع الكلاسيكي الذي ميّزها لعقود.
ففي السنوات الأخيرة، غلبت الإيقاعات الإلكترونية والأشكال السريعة على السوق الغنائي، ما جعل عودة محمد عبده بهذا العمل بمثابة إحياءٍ لروح الفن الخليجي الأصيل.
يرى مراقبون أن الأغنية تمثل تحولًا نوعيًا في المزاج الموسيقي الخليجي، حيث تذكّر الأجيال الجديدة بأن الفن لا يُقاس بعدد المشاهدات فقط، بل بما يتركه من أثر في النفوس والذاكرة.
حضور عالمي واهتمام عربي واسع
لم يقتصر نجاح “ذيك الليالي” على الجمهور الخليجي، بل لاقت الأغنية رواجًا في الأسواق العربية كافة، إذ تصدّرت قوائم البحث في مصر والأردن والمغرب وتونس، كما حظيت بتغطية إعلامية في مواقع فنية عربية وعالمية.
ويرجع محللون ذلك إلى قدرة محمد عبده على التحدث بلغة إنسانية مشتركة، تجمع بين الحنين والحب والوفاء، وهي مشاعر تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.
إرث فني لا يموت
بكل ما تحمله من عمق فني وصدق شعوري، تثبت “ذيك الليالي” أن محمد عبده لا يزال صوت الذاكرة الخليجية، وأن الفن الأصيل قادر على أن يعيش مهما تغيّرت الأذواق.
فالأغنية، برغم بساطتها الظاهرة، تحمل بين سطورها فلسفة الزمن والحنين، وتعيد إلى الأذهان تلك الأيام التي كان فيها الغناء طقسًا وجدانيًا قبل أن يكون مجرد استعراض.
بهذه العودة الفنية الرفيعة، يؤكد محمد عبده أنه ما زال قادراً على مفاجأة جمهوره، محافظًا على إرثه العريق ومجدده في الوقت ذاته.
فـ«ذيك الليالي» ليست مجرد أغنية جديدة، بل درس فني في كيفية الجمع بين الأصالة والحداثة، والعاطفة والعقل، والتاريخ والمستقبل.
وبين كل بيتٍ غنائي وآخر، يذكّرنا فنان العرب بأن الفن الحقيقي لا يُقاس بالضوضاء، بل بما يتركه في القلب من أثر لا يُمحى.
المصدر الأصلي: موقع العين الإخبارية – «ذيك الليالي».. أحدث أغنيات محمد عبده تتجاوز مليون مشاهدة في أسبوع

English